إضطراب القلق الاجتماعى
إضطراب القلق الاجتماعى مرض شائع فى المجتمع. الخجل هو شعور معتاد و نوع من أنواع الخوف الخفيف، إنه لا ينغص حياتك . كلنا نشعر بقليل من القلق قبل لقاء أناس جدد و لكننا نجد أننا نستطيع التكييف بل و الإستمتاع بالموقف بمجرد أن نلقاهم.
الرهاب هو أيضاً نوعاً من الخوف . كلنا لدينا مخاوف من بعض الأشياء كالإرتفاعات الشاهقة و العناكب وغيرها و لكن لا تمنعنا هذه المخاوف من القيام بما نريد أن نقوم به. الخوف يصبح رهاباً عندما نتوقف عن الإستمتاع أو نجد صعوبة بالقيام بما نريد أن نقوم به.
إذا كنت تشكو من إضطراب القلق الاجتماعى فإنك تصاب بحالة من القلق عندما تكون مع الآخرين لأنك ينتابك تفكير بأنهم
قد ينتقدون مظهرك أو طريقة كلامك
- قد تفعل أشياء مخجلة أمام الآخرين و تكون مدعاه لسخريتهم.
وقد يكون شعورك هذا سيئاً لدرجة أنك لا تستمتع بتواجدك مع الآخرين أو الكلام معهم و تتجنب المواقف الإجتماعية برمتها.
يصيب الرهاب الإجتماعى خمسة من كل مائة شخص فى المجتمع. و نسبة حدوثه فى النساء من مرتين إلى ثلاث مرات أكثر من الرجال .
لا يوجد سبب معروف لهذا المرض ولكنه عادةً يصيب الأشخاص الذين عانوا مرض التهتهة فى طفولتهم.
هناك نوعان من إضطراب القلق الاجتماعى :
أولاً :الرهاب الإجتماعى العام
القلق من ان يكون الآخرين ينظرون إليك و يراقبون ما تفعل
لا تحب أن تتعرف على أناس جدد
تجد صعوبة فى الذهاب إلى المحلات و المطاعم
ينتابك القلق إذا إضطررت إلى أن تأكل أو تشرب فى مكان عام
لا تستطيع أن تكون جازماً مع الآخرين حتى عندما تعلم أن الموقف يتطلب ذلك
الذهاب إلى الحفلات و الزيارات يشكل صعوبة بالغة لك، معظم الناس يترددون قليلاُ قبل الدخول إلى غرفه مملؤة بالناس حتى لو كانوا يتطلعون إلى ذلك . لكن لو كنت تعانى من الرهاب الإجتماعى ستجد نفسك تحوم حول المدخل أو الغرف الخارجية للمكان، لشعورك أنك لاتستطيع الدخول. و لو فى النهاية إستطعت الدخول سينتابك شعور بأن جميع من فى الغرقة ينظرون إليك.
ثانياً: الرهاب الإجتماعى المحدد
يصيب هذا الرهاب نوعيه من الناس الذين تتطلب حياتهم اليومية و عملهم أن يكونوا محور الإهتمام من الآخرين مثل : المدرسين- مندوبى المبيعات- الممثلين- وغيرهم.
إذا كنت تشكو من الرهاب الإجتماعى المحدد ستجد أنك تستطيع الإختلاط و الإندماج مع الآخرين بدون أى مشاكل و لكن عندما يتوجب عليك أن تنهض و تتكلم أمام الآخرين تنتابك حالة شديدة من القلق و التلعثم. و فى أسوأ الحالات قد تجد نفسك غير قادر على التحدث على الإطلاق فى مكان عام.
كيف يكون شعور مريض إضطراب القلق الاجتماعى؟
يكون قلقاً من أن يجعل من نفسه أضحوكة أو مجال للسخرية أمام الآخرين
- تنتابه حالة من القلق الشديد قبل الذهاب إلى أى مناسبه إجتماعية و يعيل همَها
- يستعرض فى مخيلته بالتفاصيل الدقيقة كل الأشياء المخجلة التى قد تحدث له
لا يقدر على فعل أو قول أى من الأشياء التى يريدها
بعد إنقضاء المناسبة يكون أيضاً قلقاً عن كيفية معالجته للموقف وينشغل بالتفكير عن إذا ما كان ممكناً التصرف و التحدث بطريقة أفضل مما فعل.
مريض اضطراب القلق الإجتماعى تنتابه أيضاً أعراض عضوية
- جفاف فى الحلق
- التعرق
- خفقان فى القلب مع الشعور بعدم إنتظام ضربات القلب
- الرغبة فى التبول بطريقة غير معتادة
- الشعور بالتخدر أو الألم فى الأطراف
- التنفس بسرعة مع الإحساس بالإختناق
- إرتجاف الأيدى و إحمرار الوجه
نوبات الهلع
و فى بعض الحالات قد تؤدى المشاعر السابقة فى النهاية إلى حدوث نوبة هلع و تستغرق عادةً فترة بسيطة و لبضع دقائق يكون خلالها مريض إضطراب القلق الاجتماعى فى حالة قلق نفسى شديد و رعب من فقدان التحكم فى النفس. وقد يشعر أثنائها بأنه قد يغمى عليه أو أن قلبه سيتوقف عن النبض و يسعى إلى الخروج من الموقف بأى طريقة. و يشعر المريض بعد إنقضاء النوبة بحالة من الضعف الشديد و الإجهاد العام. و بالرغم من أن هذه النوبات تكون مزعجة للغاية فإنها تنتهى من تلقاء نفسها و لا تصيب المريض بأى ضرر عضوى.
كيف يمكن أن تتأثر حياة الناس بهذا المريض؟
كثيرٌ من المرضى يتكيفون مع هذا المرض بتنظيم حياتهم بحيث لا بتعرضون للمواقف التى تسبب لهم القلق. فإنهم لا يستطيعون مثلاً حضور الحفلات و الأفراح أو الذهاب إلى التسوق والإستمتاع بتناول وجبات فى المطاعم. وقد يصل الأمر فى بعض الحالات أن يتحاشى المريض الترقى لدور قيادى فى العمل بالرغم من قدرته على القيام بأعباء الوظيفة و تضحياته بالزيادة فى الراتب. ويجد حوالى نصف الذين يعانون من إضطراب القلق الاجتماعى خاصةً من الذكور صعوبة بالغة فى تكوين علاقات طويلة الأمد.
علاج إضطراب القلق الاجتماعى
يعالج مرض الرهاب الإجتماعى عن طريق العلاج النفسى أو/ مع العلاج الدوائى.
هناك طرق عدة من العلاج النفسى و أهمها العلاج عن طريق التدريب على المهارات الإجتماعية (Social Skills Training) و العلاج السلوكى (Behavior Therapy) و أهمها حالياً العلاج المعرفى السلوكى (Cognitive Behavioral Therapy) .
يستخدم العلاج الدوائى مع العلاج النفسى أو إذا لم ينجح العلاج النفسى أو لم يرغب المريض أن يجرب العلاج النفسى أو إذا كان المريض فى حالة إكتئاب. و تستخدم مضادات الإكتئاب لعلاج هذا المرض و يبدأ المريض فى التحسن فى غضون ستة أسابيع و لكن قد يستغرق العلاج 12 أسبوعاً للوصول للفائدة الكاملة للعلاج.
لا ينصح بإستخدام المهدئات لعلاج هذا المرض لأن من المعروف أن إستخدامها بطريقة منتظمة يؤدى إلى الإدمان .
لا تهدف المعلومات الواردة في هذه المدونة إلى أن تحل محل النصيحة التي يقدمها لك مقدم الرعاية الصحية الخاص بك. تأكد من مناقشة أي أسئلة لديك مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.